• المستثمرون خسروا 11% من استثمارهم بسهم شركة المطاعم منذ طرحها ببورصتي الرياض وأبوظبي أواخر 2022
• الشركة لم تتراجع عن خطط التوسع بل أعلنت عن استحواذها على حقوق تشغيل “بيتزا هت” في سلطنة عُمان (46 فرعاً)
• تعتزم إطلاق «كريسبي كريم» في المغرب، و«بيتس كوفي» في أبوظبي لتنويع العلامات التجارية وتوسيع الحضور الجغرافي.
في ديسمبر 2022، دخلت «أمريكانا للمطاعم» بورصتي السعودية وأبوظبي كأول إدراج مزدوج في السوقين. يومها، رحّب المستثمرون بالوافد الجديد الذي يملك أكبر شبكة مطاعم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبلغت قيمتها السوقية حينها أكثر من 22.5 مليار ريال.
لكن بعد عامين فقط، تحوّل ذلك الترحيب إلى حالة من الحذر والانتظار. السهم تراجع بنسبة تفوق 11% منذ الإدراج، رغم التوزيعات النقدية، وفقدت الشركة ما يزيد عن 20 مليار ريال من ذروتها السوقية في سبتمبر 2023، وفقاً لـ «الشرق».
قصة انحدار من قمة 39 مليار ريال
في منتصف سبتمبر من العام الماضي، بلغت “أمريكانا” ذروتها السوقية عند 39.2 مليار ريال. بدا حينها أن السوق تحتفي بقصة توسع ناجحة وقيادة تشغيلية قوية. لكن الواقع سرعان ما تغير.. في أقل من عام، فقد السهم زخمه، ليهبط إلى أدنى مستوياته منذ الطرح، وتسجل الشركة حالياً قيمة سوقية لا تتعدى 18.5 مليار ريال.
وراء الأرقام قصة أكثر تعقيداً. صافي الربح لعام 2024 انخفض بـ39%، والإيرادات تراجعت 9%. هذه ليست مجرد تقلبات موسمية، بل انعكاس لتوترات جيوسياسية ضاغطة، وركود في الطلب الاستهلاكي، وضعف في عملات أجنبية أكل من هوامش الربحية.
حتى استراتيجية التوسع، التي رفعت عدد المتاجر من 2435 إلى 2590 خلال عام، لم تكن كافية لتعويض هذا التراجع، خصوصاً مع ارتفاع الرسوم التشغيلية وتطبيق ضريبة الشركات في الإمارات.
خطة إنعاش رغم الرياح المعاكسة
رغم هذه التحديات، لم تتراجع “أمريكانا” عن خطط التوسع. بل أعلنت عن استحواذها على حقوق تشغيل “بيتزا هت” في سلطنة عُمان (46 فرعاً)، وتعتزم إطلاق “كريسبي كريم” في المغرب، و”بيتس كوفي” في أبوظبي. والهدف: تنويع العلامات التجارية وتوسيع الحضور الجغرافي.
لكن التوسع وحده لا يكفي. إذ تعوّل على التحول الرقمي و”قوة منصتها التشغيلية” لإعادة إحياء النمو وتعزيز الكفاءة، سعياً لبناء تجربة مستدامة على المدى الطويل.
مع بدء تداول أسهم الشركة في سوق أبوظبي المالي، صرح رئيس مجلس إدارة الشركة محمد العبار لـ«الشرق» أن “حجم سوق المطاعم بالمنطقة يناهز 55 مليار دولار، بينما حصتنا لا تتجاوز ملياري دولار”، معتبراً أن هذه الحصة “لا تُذكر”. وبالتالي؛ “فإنني أرى النمو في هذا المجال، مع إبقاء أعيننا على أنشطة جديدة”. وأضاف حينها أن شركته تستهدف افتتاح 200 إلى 300 محل سنوياً.
نمو مرتقب… ولكن بشروط
تقديرات “الجزيرة كابيتال” تعطي بصيص أمل بأداء الشركة المالي هذا العام، متوقعةً أن يقفز صافي ربح الربع الأول بنسبة 85.6% إلى 195 مليون ريال، مدفوعاً بزيادة في المبيعات وهوامش الربحية.
لكن محمد الليثي، محلل الأسواق في “أرقام”، يحذر من أن التكاليف التشغيلية، خاصة الإيجارات، قد تواصل الضغط على الأرباح إذا لم تتم إدارتها بحذر. ويشير إلى أن العودة للنمو الحقيقي تتطلب أكثر من افتتاح فروع جديدة: تحتاج الشركة إلى استعادة ثقة المستهلكين، خصوصاً في السعودية والإمارات، وهما السوقان اللذان تعوّل عليهما الشركة كثيراً وسط منافسة ضارية في القطاع.
محطات “أمريكانا”.. وآفاقها
تأسست «أمريكانا للمطاعم» في الكويت عام 1964. والآن تدير المجموعة علامات تجارية عالمية في 12 سوقاً بجميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل: مطاعم “كنتاكي”، و”بيتزا هت”، و”هارديز”، و”كريسبي كريم”، و”فرايديز”، بالإضافة إلى العلامات التجارية المسجلة المملوكة لها، مثل: “ويمبي” و”دجاج تكا”.
وفي 1984، تم إدراج المجموعة في سوق الكويت للأوراق المالية، وفي 2016، استحوذ رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار وصندوق الاستثمارات العامة السعودي على مجموعة “أمريكانا”، ثم شطبت الشركة أسهمها من بورصة الكويت في 2018. قبل أن تقرر القيد في بورصتي السعودية وأبوظبي كأول إدراج مزدوج ومتزامن في تاريخ السوقين عام 2022.
كحصيلة، “أمريكانا” ليست شركة خاسرة، لكنها عالقة في مفترق طرق. الأداء المالي يتراجع، لكن التوسّع لم يتوقف. والسؤال الكبير الآن: هل ستنجح في التحول من قصة إدراج واعدة إلى قصة نجاح مستدام؟ أم ستبقى عالقة في دوامة تقلبات السوق؟ الربع الأول من 2025 قد يحمل الإجابة.