• صفقات خليجية متوقعة بقطاعات الدفاع والطيران والبنية الأساسية والتكنولوجيا بإجمالي 3 تريليونات دولار
• الخطوط القطرية تسعى لشراء 100 طائرة “بوينغ” عريضة البدن، مع خيار شراء عدد أكبر
• «طيران الرياض» تتطلع لشراء 50 طائرة عريضة البدن
• مقاتلات “بوينغ F-15EX” على رادار صفقات الأسلحة
• أعين «طيران الإمارات» و«فلاي دبي» على طرازي «777X» و«737»
• اهتمام إماراتي وقطري بشراء محركات «جنرال إلكتريك» للطائرات
(بلومبرغ) – يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة تعيده إلى منطقة الشرق الأوسط التي ضخت استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة خلال ولايته الأولى. واليوم، تسعى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة إلى تحقيق طموحات أكبر في صناعات الطيران والدفاع، في محاولة لتحويل الصفقات التجارية إلى مكاسب سياسية.
وتسارع بعض من أكبر شركات الطيران في الشرق الأوسط إلى ترتيب اتفاقيات كبرى استعداداً لزيارة ترامب، التي من المقرر أن تبدأ في 13 مايو. حيث تستعد الخطوط الجوية القطرية لعقد الصفقة الأضخم: إذ تضع اللمسات الأخيرة على طلبية لشراء نحو 100 طائرة عريضة البدن من شركة بوينغ، مع خيار لشراء عدد مماثل، وذلك بحسب أشخاص مطلعين على المداولات.
صفقات تصل قيمتها إلى 3 تريليونات دولار
تشمل الاتفاقيات، التي تمتد عبر قطاعات الدفاع والطيران والبنية التحتية والتكنولوجيا، صفقاتٍ قد تقترب قيمتها من 3 تريليونات دولار، متجاوزةً بكثير الحصيلة التي حققها ترامب خلال جولته الأولى في المنطقة عام 2017.
بالنسبة لحكومات الشرق الأوسط، تُعدّ هذه الالتزامات وسيلة لإظهار الوفاق مع البيت الأبيض وكسب ود ترامب. أما من جانبه، فيسعى الرئيس الأمريكي إلى تعزيز صورته كصانع صفقات بارع، وتهدئة المخاوف بشأن قوة التحالفات العالمية، بعد أن أثارت إعلاناته المفاجئة بشأن الرسوم الجمركية الشهر الماضي قلق الحكومات والمستثمرين حول العالم.
طائرة ترامب الرئاسية
قد يكون تحديث طائرة الرئيس (ترامب) جزءاً من مناقشات الدوحة. إذ ظهرت طائرة «بوينغ 747» جامبو خاصة كانت مملوكة في الأصل لرئيس وزراء قطري سابق، والتي أجرى ترامب جولة بها في فبراير، كحل مؤقت للطائرة الرئاسية الجديدة «إير فورس وان» التي تأخرت عملية تجديدها بالكامل من قبل «بوينغ» لسنوات عن موعدها المحدد.
ووفق موقع تتبع الرحلات الجوية «ADS-B Exchange»، تظهر الطائرة الفاخرة في سان أنطونيو بولاية تكساس منذ 3 أبريل، بعد أن كانت في السابق متمركزة في العاصمة القطرية.
تحتاج «بوينغ» إلى دعم حكومي جديد. فقد تعرضت أكبر مصدِّرة أميركية للمواد المصنعة لضغوط في أعقاب إعلانات ترامب عن الرسوم الجمركية، مما دفع الصين إلى مطالبة شركات الطيران التابعة لها بالتوقف عن استلام طائرات «بوينغ». وهذا قد يصبح بمثابة مكافأة لمنافستها اللدودة «إيرباص»، التي تدير خط التجميع النهائي لطائرتها النفاثة الأكثر شعبية، «A320»، في تيانجين شرق الصين.
«طيران الرياض» تدرس شراء 50 طائرة
في السعودية، تتطلع «طيران الرياض» الناشئة لشراء ما يصل إلى 50 طائرة عريضة البدن، حسبما قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة مفاوضات تجارية خاصة. ولا تزال مفاوضات شركة خطوط الطيران مستمرة، وربما تنتهي الصفقة لصالح «إيرباص»، التي زار رئيسها التنفيذي غيوم فوري الرياض الأسبوع الماضي، حسب قولهم.
ومع جولة ترامب في المنطقة، ستتجه الأنظار إلى «بوينغ» فيما يتعلق بمبيعات الطائرات. لكن «إيرباص» تسعى أيضاً إلى جلب بعض الأعمال إلى الوطن من شركات طيران مثل الخطوط الجوية القطرية. مع ذلك، قال الأشخاص إنه من المرجح أن تكون حصيلة المصنعة الأوروبية أصغر بكثير من «بوينغ». وتهتم قطر بشكل رئيسي بإضافة طائرات «بوينغ 787 دريملاينر» إلى أسطولها، بالإضافة إلى عدد أقل من طائرات «777X».
أفاد الأشخاص أن الخطوط الجوية القطرية قد تتعهد بشراء المزيد من طائرات «إيرباص A350-1000». لكن من المرجح الإعلان عن أي طلبية لشراء طائرات «إيرباص» من قبل الشركات الخليجية خلال معرض باريس الجوي في يونيو، أو في وقت لاحق من العام خلال معرض دبي الجوي.
رفضت «بوينغ» و»إيرباص» والخطوط الجوية القطرية التعليق. ومن جهتها، قالت شركة طيران الرياض: «هناك حملة جارية لطلب طائرات عريضة البدن، وسيتم اتخاذ القرار في الأشهر المقبلة».
استثمارات خليجية
يدفع البيت الأبيض لجذب استثمارات خليجية في البنية التحتية الأميركية، والطاقة، والدفاع، والتصنيع بشكل يفوق بكثير الصفقات التي بلغت قيمتها 400 مليار دولار والتي وقعتها السعودية في 2017، عندما زار ترامب المملكة لأول مرة كرئيس للولايات المتحدة برفقة مجموعة من قادة الأعمال الأميركيين.
ترامب يريد أن تعزز السعودية استثماراتها في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار، بعد أن عرض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان زيادة استثمارات المملكة وعلاقاتها التجارية بـ600 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة. وعلى صعيد آخر، أبلغت الإمارات ترامب في مارس أنها ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي –بما في ذلك 100 مليار دولار في مشروع ترامب (ستار غيت)- بالإضافة إلى أشباه الموصلات والطاقة والتصنيع على مدى السنوات العشر المقبلة.
وقال أحد الأشخاص إن البيت الأبيض أوضح أنه يرغب في الحصول على التزامات مماثلة من قطر خلال زيارة ترامب الأولى للدولة الخليجية كرئيس.
صفقات أسلحة
من المتوقع أيضاً أن تحصل مبيعات الأسلحة على أهمية كبيرة خلال زيارة ترامب للرياض، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وقد تشمل الصفقات المحتملة مقاتلات «بوينغ F-15EX»، وفقاً لأحد الأشخاص. ووافقت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على بيع أسلحة بقيمة تقدر بنحو 3.5 مليار دولار إلى السعودية، بما في ذلك 1000 صاروخ جو–جو متطور متوسط المدى من طراز «AIM-120C-8»، و50 وحدة توجيه، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي ودعم البرامج.
الولايات المتحدة تُعدّ بالفعل أكبر مُصدّر للأسلحة في العالم، بحصة سوقية عالمية تبلغ 43%، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام «SIPRI». وفي السنوات الأخيرة، استحوذت أميركا على أكثر من نصف واردات الأسلحة إلى الشرق الأوسط، وفقاً لحسابات المعهد.
طيران الإمارات تتطلع لشراء طائرات «777X»
ومن المنتظر أن تكون الإمارات المحطة الأخيرة في جولة ترامب الإقليمية. تُعدّ «طيران الإمارات» أكبر مشترٍ لطائرات «بوينغ» في العالم، وعادة ما تُعلن الشركة عن الصفقات التجارية خلال معرض دبي للطيران الذي يُقام كل عامين في نوفمبر. وقالت شركة طيران الإمارات إنها تتطلع لشراء طائرات إضافية من طراز «777X» عريضة البدن، كما تتطلع «فلاي دبي» الشقيقة لطلب مئات الطائرات من طراز «737» الأكثر مبيعاً من «بوينغ».
من المرجح أن تشمل الطلبات قيد الدراسة لزيارة ترامب هذا الشهر شراء مئات محركات «جنرال إلكتريك» التي تُشغّل طائرات «بوينغ»، وفقاً للأشخاص. وإلى جانب الخطوط الجوية القطرية، تتطلع «فلاي دبي» أيضاً إلى إبرام صفقة لشراء حوالي 70 محركاً من «جنرال إلكتريك» لطائراتها من طراز «787 دريملاينر»، وفق الأشخاص.
وكما حدث في زيارة ترامب السابقة للمنطقة، من المرجح أن تتضمن الإعلانات عن الصفقات مبيعات جديدة واتفاقيات أولية وأنشطة مُعلنة سابقاً، وفقاً للأشخاص. وحذروا من أن هذا يعني أن قيمة الصفقات قد تكون ضخمة، وأن بعضها لن يكون مُلزماً.