• تقرير: عدد المسافرين عبر مطارات الشرق الأوسط مرشح للارتفاع إلى 530 مليون مسافر بحلول 2043
• الإمارات والسعودية تتصدران المشهد الجوي… والطيران يرسخ مكانته كأحد أكبر روافد الناتج المحلي
• مصر تحقق القفزة الأسرع في مساهمة القطاع بالناتج المحلي الإجمالي وعُمان والعراق تسجلان مساهمة كبيرة
• الذكاء الاصطناعي والوقود المستدام يعيدان رسم ملامح الصناعة.. ونمو يفوق 120% بين 2016 و2023
من المتوقع أن ترتفع مُساهمة قطاع الطيران في الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بنسبة تتجاوز 150% بحلول عام 2043، لتصل إلى 730 مليار دولار، مما يرسخ مكانة القطاع كأحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي في المنطقة.
يأتي ذلك وسط تقديرات بتضاعف عدد المسافرين عبر مطارات الشرق الأوسط ليبلغ 530 مليون شخص بحلول عام 2043، مع زيادة قدرها 3.9% بمعدل نمو حركة المرور السنوي، في وقت يتجه فيه القطاع نحو مزيد من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والوقود المستدام لتعزيز الكفاءة والاستدامة.
وفق تقرير صادر عن “أفييشن بيزنس ميدل إيست” و”جي إي أيروسبيس” حول تأثير قطاع الطيران على اقتصادات الشرق الأوسط فإن الوظائف المباشرة في القطاع سترتفع 60% بحلول عام 2043، بينما تتضاعف الوظائف الإجمالية المرتبطة بالطيران بنسبة 134%، وهي النسبة الأعلى على مستوى العالم. كما توقع أن ترتفع حصة المنطقة من وظائف الطيران العالمية إلى 6.9%، ومن الناتج العالمي للطيران إلى 8.6%، مع نمو في القيمة المضافة المباشرة وغير المباشرة بنسبة 151% خلال العقدين المقبلين.
تضاعف أثر قطاع الطيران في المنطقة
لفت التقرير إلى أن أثر الطيران في اقتصادات الشرق الأوسط تضاعف بأكثر من الضعف خلال السنوات السبع الماضية، إذ ارتفع الناتج المرتبط بالصناعة من 130 مليار دولار في عام 2016 إلى 290 مليار دولار في عام 2023، بنسبة نمو 123%.
كما قفز عدد الوظائف المرتبطة بالقطاع من 2.4 مليون وظيفة في عام 2016 إلى 4 ملايين وظيفة في عام 2023، ما يعكس اتساع نطاق تأثير الصناعة على الاقتصاد الإقليمي وسوق العمل.
السعودية والإمارات في صدارة الأثر
بحسب التقرير، احتلت السعودية المرتبة الأولى إقليمياً في نمو الوظائف المرتبطة بالطيران بين عامي 2016 و2023، بزيادة بلغت 130% لتصل إلى 1.4 مليون وظيفة في عام 2023، فيما ارتفعت مساهمة القطاع في الناتج المحلي بأكثر من 150% لتصل إلى 91 مليار دولار، أي ما يعادل 8.6% من الناتج المحلي في عام 2023.
أما الإمارات فحافظت على مكانتها كمركز حيوي للسفر الجوي، إذ بلغ إسهام القطاع في ناتجها 92 مليار دولار في عام 2023، تعادل 18.2% من الاقتصاد الوطني، مع نحو 990 ألف وظيفة في الأنشطة المرتبطة بالطيران.
وعلى مستوى الأثر المباشر وحده في عام 2023، بلغت المساهمة 26.6 مليار دولار (تمثل 5% من الناتج المحلي) ووفرت أكثر من 207 آلاف وظيفة مباشرة، وهي الأعلى في المنطقة.
قفزة مصرية في مساهمة الطيران
أظهر التقرير أيضاً أن مصر حققت القفزة الأكبر بين عامي 2016 و2023 في مساهمة الطيران بالناتج المحلي، إذ تضاعف الأثر الكلي للقطاع بمعدل 200% ليصل إلى 21 مليار دولار في عام 2023، أي ما يعادل 5.3% من الناتج المحلي، بينما بلغت المساهمة المباشرة 3.5 مليار دولار (نحو 1% من الناتج المحلي) مع 56 ألف وظيفة مباشرة.
كما سجلت عُمان مساهمة إجمالية بلغت 1.8 مليار دولار في عام 2023 (1.7% من الناتج المحلي)، والعراق نحو 4.9 مليار دولار في عام 2023 (1.9% من الناتج المحلي).
وعلى المستوى العالمي في عام 2023، بلغ إسهام الطيران 3.9% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بدعم 86.5 مليون وظيفة، فيما وصلت قيمة التجارة المنقولة جواً إلى 8 تريليونات دولار، أي نحو ثلث التجارة الدولية بالقيمة.
عوامل تعيد رسم مشهد الصناعة
أكد التقرير أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً متسارع النمو في تشغيل المطارات وإدارة الرحلات في عام 2025، من التعرف على الوجوه ومتابعة الأمتعة إلى الصيانة التنبؤية وتحسين كفاءة الوقود.
وأشار إلى أن وقود الطيران المستدام (SAF) يمكن أن يقلص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 80% عبر دورة حياته، وأن دولاً مثل الإمارات ومصر والسعودية وقطر بدأت تنفيذ مشروعات لإنتاج هذا الوقود في عام 2025 ضمن مسار الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأوصى التقرير بضرورة توحيد الأطر التنظيمية بين دول المنطقة لتسهيل الاعتراف المتبادل بشهادات الطيران والصيانة، وتوسيع نطاق المجال الجوي وتحديث إدارة الحركة الجوية، مع الاستثمار في القوى العاملة المتخصصة، مشيراً إلى أن أبوظبي ستستضيف أول مؤتمر إقليمي لإدارة الحركة الجوية في عام 2026 ضمن جهود بناء سوق نقل جوي موحدة ومستدامة في الشرق الأوسط.