تراجعت أسعار الذهب اليوم، مع تزايد الرهانات على خفض أقل لأسعار الفائدة الأميركية في نوفمبر بعد بيانات قوية للوظائف، بينما ينتظر المستثمرون بيانات التضخم وتعليقات من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سعياً لمزيد من المؤشرات.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 2647.49 دولاراً للأوقية (الأونصة).
وظلت العقود الأميركية الآجلة للذهب دون تغيير عند 2667.10 دولاراً.
وأدى تقرير الوظائف في سبتمبر الذي جاء أقوى من المتوقع، والذي صدر يوم الجمعة، إلى تراجع توقعات خفض كبير في أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل، مما عزز الدولار.
ويرى المتداولون الآن احتمالية بنسبة 98 بالمئة بأن يخفض المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية فقط الشهر المقبل. وقال ييب جون رونغ محلل السوق في آي.جي «المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط قد تدعم تدفقات الملاذ الآمن للمعدن الأصفر، وهو ما يحد من الجانب السلبي الناجم عن توقعات السوق لتيسير أقل».
ويميل الذهب إلى أن يكون استثماراً مفضلاً وسط أسعار الفائدة المنخفضة ووسط حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي. وسيركز المشاركون في السوق هذا الأسبوع على محضر اجتماع السياسة الأخير لمجلس الاحتياطي الاتحادي، وبيانات مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة.
كما سيتحدث عدد من مسؤولي المركزي الأميركي هذا الأسبوع.
وقال ييب إنه مع اقتراب أسعار الذهب من مستويات قياسية مرتفعة، فإن الصين ربما تحجم عن المزيد من الشراء في الأمد القريب، لكن اتجاه شراء المعدن الأصفر بوجه عام قد يستمر بسبب علاقاتها الحساسة مع الغرب ورغبتها في تنويع استثماراتها بعيدا عن الدولار الأميركي.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 32.11 دولارا، وخسر البلاتين 0.4 بالمئة إلى 983.67 دولارا، بينما ارتفع البلاديوم 0.6 بالمئة إلى 1017.63 دولارا.
وأظهرت بيانات رسمية صينية صدرت اليوم، عزوف البنك المركزي عن شراء مزيد من الذهب للاحتياطي الاستراتيجي للشهر الخامس على التوالي في سبتمبر.
وأوضحت البيانات أن احتياطي الصين من الذهب ظل دون تغيير عند 72.8 مليون أوقية بنهاية الشهر الماضي، في حين ارتفعت قيمة الاحتياطي إلى 191.47 مليار دولار من 182.98 مليارا في نهاية أغسطس.
الأمر الذي يرجح توقف بكين عن الشراء بسبب زيادة سعر المعدن النفيس في الآونة الأخيرة، وهو ما أكده نيتيش شاه محلل استراتيجيات أسواق السلع الأساسية في «ويزدوم تري كومودتي» في تعقيب لوكالة «رويترز».
وقال نيتيش شاه إنه يعتقد أن بنك الشعب الصيني يرغب في رفع احتياطيه من الذهب، لكنه ينتظر وصول السعر لنقطة ملائمة تُشجعه على ذلك. ويتماشى نهج المركزي الصيني مع تقديرات مجلس الذهب العالمي بأن المصارف المركزية سوف تُقلص مشترياتها خلال عام 2024 مقارنة بمستويات العام الماضي، لكنها سوف تظل أعلى من وتيرة الشراء في فترة ما قبل سنة 2022.
وظل المركزي الصيني يشتري الذهب على مدار 18 شهراً متتالياً حتى مايو الماضي قبل أن يتوقف عن الشراء منذ ذلك الحين.