• الجاسر: تحولات سلاسل الإمداد تتطلب عقد شراكات استراتيجية جديدة
• المساهمة المباشرة لأنشطة النقل والتخزين في الناتج المحلي الإجمالي كما ارتفعت بنسبة 6.2%
• عدد المناطق اللوجستية في المملكة ارتفع إلى 30 منطقة.. أضافت أنشطة النقل والتخزين 144 ألف وظيفة في النصف الأول 2025
أفصح صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية في السعودية، عن أن بلاده تستهدف الصعود على المؤشر اللوجستي العالمي حتى تكون ضمن أفضل عشر دول، وذلك بعد أن قفزت 17 مركزاً على المؤشر الصادر عن البنك الدولي.
وفق المؤشر فإن المملكة تقدمت إلى المرتبة 38 من بين 160 دولة في الترتيب الدولي بمؤشر الكفاءة اللوجستية، بعد أن حققت قفزات واسعة في كفاءة الأداء عبر عدد من المؤشرات الفرعية، أبرزها مؤشر الكفاءة اللوجستية، ومؤشر التتبع والتعقب، ومؤشر التوقيت، ومؤشر الجمارك، ومؤشر البنى الأساسية، ومؤشر الشحن البحري، وفقاً لـ«الشرق».
تطور الخدمات اللوجستية
الجاسر نوّه في حوار مع وسائل الإعلام، على هامش مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية في نسخته السابعة المنعقدة بالرياض، بأن إنجازات عدة تحققت في هذا القطاع بالمملكة. وقال إن حجم الاستثمارات من القطاع الخاص والعالمي بلغ 280 مليار ريال، كما ارتفعت نسبة المساهمة المباشرة لأنشطة النقل والتخزين في الناتج المحلي الإجمالي إلى 6.2%.
وأشار إلى التوسعات غير المسبوقة في قطاع الطيران والنقل الجوي، ما ساهم في ارتفاع معدل نمو قطاع الشحن الجوي بنسبة 34% مقارنة بالعام السابق، مسجلاً أحجام شحن جوي بلغت 1.2 مليون طن.
ولفت الجاسر إلى إن عدد المناطق اللوجستية في المملكة ارتفع إلى 30 منطقة، كما أضافت أنشطة النقل والتخزين 144 ألف وظيفة في النصف الأول من هذا العام مسجلةً نمواً بنسبة 34% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل عدد العاملين في هذه الأنشطة 651 ألف موظف، وفق الجاسر.
وأكد أن الإنجازات التي تحققت في القطاع لم تكن لتتحقق إلا بالإصلاحات الهيكلية الشاملة التي تمت، وعبر تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية ضمن “رؤية السعودية 2030”.
وإضافة إلى القفزة في المؤشر اللوجستي العالمي، ذكر الجاسر في كلمته بالمؤتمر أن المملكة تقدمت إلى المراتب الأربعة الأولى على مؤشر أجيليتي اللوجستي للأسواق الناشئة 2025 والذي يضم 50 دولة، لافتاً إلى أن هذا التقدم جاء بفضل الاستثمارات الضخمة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، والتحول الرقمي الواسع في التجارة.
تحولات جذرية بالقطاع
لكن الجاسر نبّه بأن نشاط سلاسل الإمداد يمر بتحولات جذرية، ما يستلزم معه إعادة تشكيل هذه السلسة عبر عقد شراكات استراتيجية جديدة. وأوضح أن الخدمات اللوجستية لم تعد تقتصر على نقل البضائع من نقطة إلى أخرى، بل تجاوزت ذلك إلى مفاهيم واسعة من المرونة والرقمنة والاستدامة والكفاءة وغيرها.
وقال إن مؤتمر هذا العام يأتي في ظل متغيرات وشراكات دولية جديدة، مضيفاً أن المملكة أصبحت ركيزة أساسية في ضمان وتأمين سلاسل الإمداد العالمية، ومحوراً هاماً في التكامل العربي لهذا القطاع، لضمان أمن واستقرار سلاسل الإمداد في ظل التحديات الدولية الراهنة.
أشار الجاسر إلى تقرير وكالة “ستاندرد آند بورز ريتينغز” الذي ذكر أن العام القادم سيكون عاماً انتقالياً لسلاسل الإمداد، وحذر التقرير من أن سلسلة الإمداد العالمية لا تزال هشة، ما يتطلب مزيداً من توحيد الجهود لمواجهة التحديات. أكد الجاسر أن المملكة من جهتها تواصل العمل لتحقيق الربط اللوجستي داخل حدودها، ومع دول المنطقة، وبينها وبين دول العالم.
وذكر الجاسر أن بلاده ستستضيف، العام المقبل، النسخة الثانية من منتدى الأونكتاد العالمي لسلاسل التوريد، وذلك بمشاركة بين منظمة الأمم المتحدة والهيئة العامة للموانئ، بالتوازي مع عقد النسخة الثانية من المنتدى اللوجستي العالمي.
