• وسط تصاعد التحديات المالية التي تواجه شركات صناعة بطاريات المركبات في أوروبا
أخفقت شركة نورثفولت السويدية المتخصصة في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية في تأمين التمويل اللازم لمواصلة عملياتها، ما أدى إلى إعلان إفلاسها رسميًا.
وأكدت الشركة في بيان صدر يوم الأربعاء أنها لم تتمكن من تلبية المتطلبات المالية الضرورية للبقاء في السوق.
أسباب الإفلاس
تأسست نورثفولت عام 2016 وشكّلت ركيزة أساسية في استراتيجية أوروبا للحد من الاعتماد على البطاريات المستوردة من آسيا والولايات المتحدة، لكنها واجهت أعباء ديون متزايدة وتراجعًا في الطلب وتأخيرات في الإنتاج، ما دفع بي إم دبليو إلى إلغاء صفقة توريد بقيمة ملياري يورو (2.2 مليار دولار) في مايو 2024.
في أواخر نوفمبر 2024، تقدمت نورثفولت بطلب حماية الإفلاس بموجب الفصل 11 في الولايات المتحدة، فقد كشفت عن ديون تصل إلى 5.8 مليار دولار لكن ذلك لم يكن كافيًا لإنقاذ الشركة من الأزمة المالية.
الإجراءات القانونية والتحديات
أكدت نورثفولت أن وصيًا قضائيًا سويديًا سيتولى الإشراف على عملية الإفلاس التي تشمل بيع الأصول وتسوية الالتزامات المتبقية، ومع ذلك أشارت إلى أن فروعها في ألمانيا وأميركا الشمالية لم تتأثر بالإفلاس.
وأوضحت الشركة أن عدة عوامل أثرت سلبًا في وضعها المالي، من بينها ارتفاع تكاليف رأس المال وعدم الاستقرار الجيوسياسي واضطرابات سلاسل التوريد، بالإضافة إلى التغيرات في الطلب على البطاريات عالميًا.
جدير بالذكر أن فولكس فاجن أحد أكبر مساهمي نورثفولت تعاني أيضًا صعوبات مالية، ما زاد من تعقيد وضع الشركة.
على الرغم من أهمية الشركة لصناعة البطاريات في أوروبا، رفضت الحكومة السويدية التدخل لإنقاذها، فقد صرح رئيس الوزراء أولف كريسترسون في سبتمبر 2024 قائلًا: “لا توجد خطط للدولة السويدية للاستحواذ جزئيًا على نورثفولت أو تقديم دعم مالي مباشر”.
وتوظف نورثفولت نحو 5000 شخص، وقد أثار إعلان إفلاسها قلقًا كبيرًا في شمال السويد، فقد كانت تخطط الشركة لتوسيع مصنعها في سكيلفتيا.
ومع ذلك، أعلنت في سبتمبر 2024 تسريح 1600 موظف، وتخفيض خططها لزيادة الإنتاج.
في بيان رسمي، أكد الرئيس المؤقت للشركة توم جونستون، أن “بناء صناعة بطاريات أوروبية قوية يتطلب التزامًا طويل الأمد وصبرًا كبيرًا من جميع الجهات الفاعلة”.
مستقبل الصناعة الأوروبية
تمثل أوروبا 3% فقط من إنتاج خلايا البطاريات العالمي لكنها تستهدف الوصول إلى 25% بحلول 2030.
ومع إفلاس نورثفولت، يتزايد القلق بشأن قدرة أوروبا على تطوير قطاع البطاريات محليًا وسط منافسة شرسة من الشركات الآسيوية والأميركية.
وقالت ممثلة نقابة العمال شانيكا جيفري تعليقًا على الأزمة: “إنها لحظة صعبة ورسالة ثقيلة على الجميع، خاصة لمن عملوا بجد وأملوا في أن تتمكن الشركة من تجاوز هذه الأزمة”.
لا يزال مستقبل نورثفولت غامضًا، لكن إفلاسها يمثل ضربة كبيرة للطموحات الأوروبية في بناء سلسلة توريد بطاريات محلية، وهو ما قد يترك السوق مفتوحًا أكثر أمام المنافسين العالميين.