• متداولو الخيارات يقدرون تحركاً بنحو 5.9% صعوداً أو هبوطاً في السهم بعد إعلان النتائج
• استناداً إلى التاريخ القريب تميل المخاطر بقوة نحو الاتجاه الهبوطي بعد إعلان أرباح «إنفيديا»
• عملاقة الرقائق تشكل نحو 8% من ثقل مؤشر «إس آند بي 500» وبمقدورها زعزعة سوق الأسهم الأوسع نطاقاً
• محلل: الكثير سيتوقف على نتائج «إنفيديا» اليوم لأنها المؤشر الأبرز لقطاع الذكاء الاصطناعي
تستعد شركة «إنفيديا» لإعلان نتائجها الفصلية بعد إغلاق جلسة الأربعاء، فيما يراهن متداولو الخيارات على أمر واحد، ألا وهو: أن تقرير الأرباح سيؤثر لا محالة على السوق.
الاتجاه الذي يمكن أن تسير فيه السوق غير محسوم، لكن نشاط سوق المشتقات يوحي بأن المتعاملين يتأهبون لتأثير ضخم حين تُحدث أكبر شركة رقاقات في العالم أرقام المبيعات والأرباح من منتجات الذكاء الاصطناعي.
زاد الإقبال على عقود البيع والشراء المرتبطة بسهم «إنفيديا» لشهر سبتمبر إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، ما رفع التقلبات الضمنية بشدة.
هل تهز نتائج «إنفيديا» سوق الأسهم؟
باعتبار «إنفيديا» أكبر شركة في العالم بالقيمة السوقية وتشكل نحو 8% من ثقل مؤشر «إس آند بي 500»، فهي مرشحة لزعزعة سوق الأسهم الأوسع نطاقاً.
وخلال الشهر المقبل، لن يكون هناك أي حدث يفوق تأثير «إنفيديا» المتوقع يوم الخميس سوى اجتماع السياسة النقدية للفيدرالي في 17 سبتمبر –وبفارق طفيف– بحسب التقلبات التي تقدرها أسواق المشتقات، وفق شركة «بايبر ساندلر» (Piper Sandler).
ترتفع الرهانات بشدة لدرجة أن أرباح «إنفيديا» باتت أكبر عامل مخاطر في الأسابيع المقبلة، متقدمةً على تقرير الوظائف في 5 سبتمبر وبيان التضخم في 11 سبتمبر؛ فالشركة تمثل نقطة ارتكاز لتجارة الذكاء الاصطناعي التي دفعت الأسهم إلى قممٍ متتالية خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
مؤشر على فورة الذكاء الاصطناعي
قال آدم فيليبس، المدير الإداري لاستراتيجية المحافظ في شركة «إي بي ويلث أدفيزورز» (EP Wealth Advisors): «الكثير مرهون بهذه النتائج لأن (إنفيديا) المؤشر الأبرز لقطاع الذكاء الاصطناعي».
وأشار إلى أن شركته تحتفظ بمتوسط وزن 5% في السهم عبر المحافظ بسبب زيادة وزنه داخل السوق. ورغم أن تقريراً قوياً قد يدفع سهم «إنفيديا» والسوق كلها صعوداً، فإن أي تعثر –حقيقي أو مُتصور– قد يوقف مسيرة الارتفاع، ويرجح كفة الهبوط. ويُسعر متداولو الخيارات تحركاً بنحو 5.9% صعوداً أو هبوطاً في السهم، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.
يتقلب سهم «إنفيديا» لفترة عادة بعد كل إعلان نتائج أرباح. ووفق كريستوفر جاكوبسون، الرئيس المشارك لاستراتيجية المشتقات في مجموعة «سسكويهانا إنترناشيونال» (Susquehanna International)، شهد السهم خلال الأعوام الثلاثة الماضية متوسط حركة 13.2% في أي من الاتجاهين على مدى 28 جلسة تلت إعلان النتائج، دون احتساب حركة اليوم التالي مباشرةً.
واستناداً إلى التاريخ القريب، تميل المخاطر بقوة نحو الاتجاه الهبوطي. ففي الأرباع الأربعة الأخيرة، هبط السهم مرتين بنسبة لا تقل عن 6%، وحقق مكسباً طفيفاً مرةً واحدة، وارتفع في مرة أخرى بنسبة 3.3%.
تقلبات إنفيديا.. «رهان خاسر»
مع ذلك، كتب جاكوبسون، في تقرير نُشر الثلاثاء أن»المراهنة على تقلبات سهم (إنفيديا) خلال مواسم الأرباح أثبتت في الآونة الأخيرة أنها رهان خاسر». ورغم التوقعات بحدوث تقلبات قوية، فإن القلق من ظهور تحركات هائلة تراجع مقارنةً بالربع الماضي؛ وحتى يوم الاثنين كانت سوق الخيارات تقدر احتمالاً يقارب 24% لتحرك يتجاوز 10% في أي اتجاه، نزولاً من نحو 35% قبل ثلاثة أشهر.
ومنذ أوائل أبريل، أضاف سهم «إنفيديا» قرابة تريليوني دولار إلى قيمته السوقية، ليتداول قرب مستوى قياسي على خلفية التفاؤل بطفرة الذكاء الاصطناعي. وتعهد كبار عملاء الشركة، وهم: «مايكروسوفت» و»جوجل» التابعة لـ»ألفابت» و»أمازون» و»ميتا»، بضخ مزيد من الإنفاق الرأسمالي خلال الأشهر المقبلة.
ما هي التوقعات لأرباح «إنفيديا»؟
يتوقع محللو وول ستريت أن تُعلن «إنفيديا» عن أرباح معدلة بنحو 1.01 دولار للسهم في الربع المالي الثاني، بزيادة 48% على أساس سنوي، وإيرادات تفوق 46 مليار دولار، بارتفاع 54% عن الفترة المقابلة.
ورغم أن انخفاض الفائدة عادةً ما يدعم أسهم النمو مثل «إنفيديا»، لكنه لا يُبدد مخاوف التقييمات المرتفعة. فمؤشر «إس آند بي 500» يتداول عند مكرر ربحية يناهز 22 ضعف الأرباح المتوقعة، ويفوق متوسط عشر سنوات البالغ 19، بينما يتداول سهم «إنفيديا» قرب 34 ضعفاً لمكرر الربحية المتوقع، وهو أدنى من متوسط خمس سنوات البالغ 39. وسيراقب المستثمرون ما إذا كانت دورة الإنفاق الرأسمالي التاريخية ستؤتي ثمارها، أم تنتهي إلى تقليص قيمة الشركة.
ختاماً، يقول إريك ديتون، رئيس ومدير شركة «ويلث ألاينس» (Wealth Alliance): «(إنفيديا) تعمل بكل طاقتها، لكن الشركة تُقيم بأكثر من 4 تريليونات دولار، وأحياناً قد تتسبب تفصيلة صغيرة (في تقرير الأرباح) بهبوط السهم حتى لو كان التقرير متيناً، بما قد يضغط على السوق ككل نظراً لوزن الشركة الكبير. هناك حالة كبيرة من انعدام اليقين هنا».