خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة 0.25% إلى نطاق 3.5% و3.75% مواصلا سياسة التيسير النقدي، ومتسقا مع توقعات السوق.
ارتفع التضخم الأساسي السنوي في الولايات المتحدة إلى 2.8% في سبتمبر/أيلول، وفقًا لبيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الأساسي (PCE) الصادرة عن مكتب التحليل الاقتصادي الجمعة الماضية، بعد تأخير فاق الشهرين بسبب الإغلاق الحكومي.
والمؤشر هو المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، إذ يتيح للبنك المركزي الأميركي فهمًا أفضل لكيفية إنفاق الأميركيين لأموالهم وكيفية تغير عاداتهم الإنفاقية بمرور الوقت.
وتظل بيانات التضخم أعلى من هدف مجلس الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% لتضخم نفقات الاستهلاك الأساسي للشهر 55 على التوالي، كما أظهرت البيانات ارتفاعا في التضخم الأساسي بنسبة 0.2% على أساس شهري.
إنفاق المستهلكين
ارتفع إنفاق المستهلكين، الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي، 0.3% خلال سبتمبر/ أيلول الماضي بعد زيادة معدلة بالخفض 0.5% في أغسطس/ آب، حسب بيانات مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الصادرة الشهر الجاري.
وتأخر صدور التقرير بسبب الإغلاق الحكومي الذي استمر 43 يوما، وأبرزت الزيادة في الإنفاق ارتفاع الأسعار، لا سيما البنزين ومنتجات الطاقة الأخرى، وتراجع الإنفاق على السيارات والسلع الترفيهية والمركبات وغيرها من المنتجات المصنعة المعمرة، وهبط الإنفاق على الملابس والأحذية. ولم تتغير النفقات الإجمالية على السلع.
وارتفعت الأجور 0.4% في سبتمبر/ أيلول، مما ساهم في رفع الدخل الشخصي بالنسبة ذاتها، وظل معدل الادخار ثابتا عند 4.7%.
ويتعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لانتقادات شديدة من الأميركيين المحبطين من ارتفاع التضخم، إذ تراجعت شعبيته في الأسابيع القليلة الماضية، وأظهر استطلاع رأي أجرته جامعة ميشيغان أن المضمون العام لآراء الأسر في أوائل ديسمبر/ كانون الأول كان “متشائما على نطاق واسع مع استمرار المستهلكين في الإشارة إلى عبء ارتفاع الأسعار”.
وأدت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على السلع المستوردة إلى رفع الأسعار بالنسبة للمستهلكين، على الرغم من أن الزيادة كانت تدريجية.
سوق العمل
وفي شأن سوق العمل، كشفت بيانات مكتب إحصاءات العمل عن زيادة عدد الوظائف الشاغرة إلى 7.67 مليون وظيفة في أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة مع 7.2 مليون وظيفة في أغسطس/آب وهي آخر بيانات متاحة، ما يمثل أعلى مستوى لها منذ مايو/أيار حين بلغت 7.76 مليون وظيفة.
كما أعلن مكتب إحصاءات العمل تسجيل 7.67 مليون وظيفة شاغرة في سبتمبر/أيلول، بعد إلغاء إصدار بيانات الوظائف الشاغرة ودوران العمل لذلك الشهر.
فيما أظهرت البيانات ارتفاعًا في حالات التسريح من العمل إلى 1.85 مليون خلال أكتوبر/تشرين الأول، وهو المستوى الأعلى منذ مطلع عام 2023، في وقت انخفض فيه عدد المعيّنين بنحو 218 ألف وظيفة مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول، ليستقر عند 5.15 مليون موظف.
رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي
يستعد الرئيس الأميركي لإعلان خليفة لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إذ قال وزير الخزانة سكوت بيسنت خلال الشهر الماضي إن ثمة احتمالا كبيرا بأن يعلن الفائز بالمنصب قبل عيد الميلاد.
وقلّص بيسنت نطاق البحث عن خليفة للرئيس الحالي للبنك المركزي جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو/ أيار، إلى 5 مرشحين من أصل 11، وقال في مقابلة متلفزة إن أحدث المقابلات سلطت الضوء على الكيفية التي سيدير بها المرشحون ما أصبحت “مهمة بالغة التعقيد”.
والمرشحون الخمسة هم، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت والمسؤول السابق في البنك المركزي كيفن وارش والعضوان الحاليان في مجلس الاحتياطي الاتحادي كريستوفر والر وميشيل بومان، التي تشغل أيضا منصب نائب رئيس هيئة الرقابة وريك ريدر، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بلاك روك للدخل الثابت العالمي.
