• توقعات بأن تدفقات الأموال إلى الصناديق ستصل إلى حاجز التريليون دولار بنهاية العام
ضخ المستثمرون أكثر من 915 مليار دولار في صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) في عام 2024 حتى يوم الأربعاء 13 نوفمبر، مسجلين بذلك رقماً قياسياً جديداً، وفقاً لشركة «فيتافاي».
وتشير التوقعات إلى أن تدفقات الأموال إلى هذه الصناديق ستصل إلى حاجز التريليون دولار بنهاية العام، حيث يعد انتخاب دونالد ترامب عاملاً محفزاً لهذه الزيادة.
وقال تود روزنبلوث، رئيس قسم الأبحاث في «فيتافاي»، إن الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة قد تسارع بشكل كبير، خصوصاً في الأسبوع الماضي، حيث كانت الغالبية العظمى من التدفقات موجهة إلى صناديق المؤشرات القائمة على الأسهم، وفقاً لـ «CNBC عربية».
صناديق المؤشرات المتداولة
أصبحت صناديق المؤشرات المتداولة وسيلة مفضلة للحصول على تعرض للسوق المالية بفضل مزايا التنوع التي توفرها، بدلاً من الاستثمار في أسهم فردية. وقد شهدت السوق هذا الأسبوع أداء قوياً، حيث ارتفع مؤشر «S&P 500» بنسبة تقارب 1% خلال الأيام الخمسة الماضية. وكان لانتخاب دونالد ترامب رئيساً، الذي ساهم في رفع حماس المستثمرين، تأثير كبير في دفع الأسواق إلى مستويات مرتفعة جديدة يوم الاثنين الماضي، رغم أن هذا الزخم بدأ يفقد بعض قوته في الأيام الأخيرة.
وفقاً لشركة «State Street Global Advisors»، شهدت صناديق المؤشرات المتداولة تدفقات بلغت أكثر من 58 مليار دولار منذ يوم الانتخابات، مع توجيه أكثر من 48 مليار دولار إلى الأسهم الأميركية.
شهد صندوق SPDR S&P 500 ETF Trust (SPY) التابع لشركة State Street تدفقات مالية جديدة بقيمة أكثر من 12 مليار دولار منذ انتخابات 5 نوفمبر تشرين الثاني. كما استقطب صندوق Invesco QQQ ETF (QQQ)، الذي يتبع مؤشر ناسداك 100، أكثر من 8 مليارات دولار من التدفقات المالية منذ يوم الانتخابات.
وقال رايان ماكورماك، الاستراتيجي الأول لصناديق المؤشرات المتداولة في شركة «إنفيسكو»: «لقد توسع نوع المستخدم في عالم صناديق المؤشرات المتداولة بشكل كبير. بالطبع، لدينا المستثمرون المؤسسيون، والمستشارون الماليون، ومستشارو الاستثمار المسجلون، وصولاً إلى المستثمرين الأفراد. نرى ببساطة قاعدة أوسع من الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأداة».
صفقات ترامب
شهدت صناديق المؤشرات المتداولة التي تتبع المؤشرات الأساسية أكبر تدفقات مالية بالدولار. ومع ذلك، قال رايان ماكورماك، الاستراتيجي الأول لصناديق المؤشرات المتداولة في شركة «إنفيسكو»، إن هناك اهتماماً متزايداً بـ»صناديق المؤشرات المتداولة المدفوعة بالعوامل»، التي تعتمد على قواعد أو استراتيجيات محددة لتحسين أداء المحفظة الاستثمارية.
على سبيل المثال، يضم صندوق Invesco S&P 500 Momentum ETF (SPMO) مئة سهم تصنفها الشركة على أنها الأعلى في «درجة الزخم» في مؤشر S&P 500. وقد ارتفعت تدفقات الأموال إلى هذا الصندوق بنسبة 25% بعد الانتخابات، وبنسبة تزيد عن 1100% منذ بداية العام. كما شهد صندوق Invesco S&P 500 Equal Weight ETF، الذي يعكس الأسهم في مؤشر S&P 500 مع توزيع متساوٍ للوزن، زيادة في التدفقات المالية بنسبة تزيد عن 24% منذ بداية العام.
وقال ماكورماك: «تُعد هذه الاستراتيجيات الموزونة بشكل بديل طريقة سهلة للحصول على تعرض لأسهم ذات حجم صغير من منظور العوامل، مما يوفر تنوعاً طبيعياً للمحفظة».
كما بدأ المستثمرون في التوجه إلى صناديق المؤشرات المتداولة للاستفادة من ما يُسمى بـ «صفقات ترامب»، مثل بيتكوين.
وقالت آنا باجليا، المديرة التنفيذية لشؤون الأعمال في شركة State Street Global Advisors: «تُعكس التدفقات الكبيرة إلى صناديق بيتكوين المتداولة التفاؤل الكبير تجاه صناعة العملات المشفرة، مع استعداد القطاع لمواجهة إدارة أكثر ودية تجاه العملات المشفرة وتخفيف العقبات التنظيمية».
وأضافت: «لكن هذا التفاؤل سيمتد إلى النظام البيئي بأسره، حيث يتجاوز هذا التوجه مواقع التداول الفوري».
وقالت شركة State Street إن صندوق SPDR Galaxy Digital Asset Ecosystem ETF (DECO) شهد زيادة في التدفقات المالية بنسبة 26% منذ يوم الانتخابات. وتشمل أكبر الحيازات في صندوق DECO أسهم شركات متعلقة ببتكوين مثل Cipher Mining وRiot Platforms وTerawulf.
بشكل عام، يعتقد تود روزنبلوث، رئيس قسم الأبحاث في شركة فيتافاي، أن الزيادة الكبيرة في التدفقات المالية بعد الانتخابات وتجاوز عتبة التريليون دولار ستكون دافعاً طويل الأمد لصناعة صناديق المؤشرات المتداولة.
وقال: «أعتقد أن الطلب قد يتسارع بشكل أكبر إذا تجاوزنا هذا المدى الرئيسي، ومع رؤية مديري الأصول لهذا التبني، من المرجح أن يستمروا في تقديم منتجات جديدة للسوق».